جملة من الأعمال لرؤية ما تريد أن تراه في المنام

جملة من الأعمال لرؤية ما تريد أن تراه في المنام

علم الرؤيا وتأويل الأحاديث

انّ من العلوم الشريفة الالهيّة والانسانيّة (علم تعبير الرؤيا) فان الله أعطى علمه هذا للأنبياء كيوسف 7 ثمّ الأوصياء ثمّ العلماء الصلحاء والمؤمنين والمؤمنات الأمثل فالأمثل (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنيü مِنَ الْمُلْ?ِ وَعَلَّمْتَنيü مِنْ تَأْويüلِ الاَْحاديüثِ )[1] وأساس الوصول إلى هذا العلم الشريف هو التقوى (وَاتَّقُوا اللهَ

وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ) لاسيّما التقوى الجنسي كما حدث ليوسف 7 ولابن سيرين في تر? الذنب الجنسي كما عرف منه ، فكان يعبّر الرؤيا بتمثل آية من آيات القرآن الكريم أمامه ، فيكون صادقاً ومطابقاً للواقع ، ولا يلقّاه إلّا ذو حظٍّ عظيم .

النوم والمنام في الأحاديث الشريفة

ورب تعبير يطول زمانه إلى أكثر من خمسين عاماً، وربما يصدق في الأجيال الآتية ، فانّ تعبير منام يوسف 7 ـ كما قيل ـ طال أربعين عاماً فقال 7 (هذا تَأويلُ رُؤياي )[2].

لا يخفى إنّ هنا? أعمالا وأذكارآ من فعلها عند نومه فانه يتوفّق في رؤية رسول الله 6 أو أميرالمؤمنين 7 أو أحد الأئمّة الأطهار : أو أراد أن يرى مكانه في الجنّة أو يرى أحد الأنبياء أو غيرهم كالعلماء الصالحين ، أو نزل به منهم لا يجد له فرجآ، أو لتحصيل اليقين أو رؤية ميت من أمواته على الحال الّتي هو فيها، أو أراد ان يرى ما يشاء في نومه أو خبر ما أراد فعله أو شرّه ، أو لمشاهدة الجنة أو لمعرفة ما فيه صلاح أمره ، أو معرفة ما سرق منه ، أو لرفع هموم الدنيا والآخرة .
فقد ذكر المحدّث الجليل شيخنا النورى 1 في كتابه القيم (دار السلام) في المجلد الثالث من البداية إلى صفحة 24 ما يقارب أربعين عملا من هذه الأعمال والأوراد والأذكار، فمن أراد التفصيل فليراجع إلّا أني أذكر جملة منها طلبآ للاختصار، وان لا تخلو عجالتنا هذه من هذا الأمر المبار? أيضآ:

1 ـ من كتاب (فلاح السائل) للسيّد ابن طاووس بسنده عن الإمام الصادق 7: «من أراد ان يرى رسول الله 6 في منامه ، فليصل العشاء الآخرة ، وليغتسل غسلا نظيفآ، وليصلّ أربع ركعات باربعماة مرة آية الكرسي ، وليصل على محمد وآل محمد ألف مرّة ، وليبيت على ثوب نظيف لم يخلع عليه حلالا ولا حرامآ، وليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن ، وليسبّح مأة مرة ، (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حوّل ولا قوّة إلّا بالله) وليقل مأة مرّة (ما شاء الله) فانه يرى النبي 6 في منامه ».
أقول : الظاهر من أربعماة مرة آية الكرسي انه في كلّ ركعة مأة مرة بعد سورة الحمد، كما ان الصلوات المندوبة كلّها ثنائيه أي ركعتان ركعتان ، إلّا صلاة الأعرابي فهي أربع ركعات بسلام واحد، فهذه الركعات الأربع لرؤية رسول الله 6 تكون في ركعتين وبسلامين ، فكل واحد منهما كصلاة الصبح .

2 ـ عمل آخر للحاجة المذكورة : من أراد أن يرى النبي 6 في منامه ، فليقم ليلة الجمعة فيصلّى المغرب ، ثم يدوم إلى الصلاة إلى أن يصلّى العتمة ـ أي صلاة العشاء ـ ولا يكلّم أحدآ، ثم يصلّي ويسلّم في ركعتين ، يقرء في كل ركعة الحمد مرّة ، وقل هو الله أحد ثلاث مرات ، وإذا فرغ من صلاته انصرف ، ثم صلّى ركعتين يقرء فيهما بفاتحة الكتاب مرّة واحدة ، وقل هو الله أحد سبع مرات ، ويسجد بعد تسليمه ويصلّى على النبي 6 سبع مرات ويقول : «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله» سبع مرات ، ثم يرفع رأسه من السجود ويستوى جالسآ ويرفع يديه ويقول : «يا حي يا قيوم يا ذالجلال والأكرام يا إله العالمين والآخرين ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، يا رب يا رب » ثم يقول رافعآ يديه : «يا رب » ثلاثآ «يا عظيم الجلال » ثلاثآ «يا بديع الكمال يا كريم الفعال يا كثير النوال يا دائم الافضال يا كريم ، يا متعال يا أول بلا مثال ، يا قيوم بغير زوال ، يا واحد بلا انتقال ، يا شديد المحال ، يا رازق الخلائق على كل حال ، أرني وجه حبيبي وحبيب? محمّد 6 في منامي يا ذاالجلال والأكرام » ثم ينام في فراشه أو غيره وهو مستقبل القبلة على يمينه ، ويلزم الصلاة على النبي 6 حتّى يذهب به النوم ، فانه يراه في منامه ، انشاء الله[1] .

3 ـ في مصباح الكفعمي قال : رأيت في كتاب خواص القرآن أنه من قرء ليلة الجمعة بعد صلاة يصليها من الليل : (الكوثر) ألف مرّة ، وصلّى على محمد وآله ألف مرّة ، رأى النبي 6 في نومه .

4 ـ قال الصادق 7: «من أد من على قراءة سورة المزمّل ، رأى النبي 6 وسئله ما يريد، وأعطاه الله كلّما يريده من الخير».

5 ـ ومن أدام الصلاة على النبي 6 بهذه الكيفية فانه يتوفق بلقاء رسول الله في المنام : «اللّهم صلّ على محمّد وآله وسلّم كما تحب وترضى ».

6 ـ وكذل? هذه الصلاة «اللّهم صلّ على روح محمّد في الأرواح ، اللّهم صلّ على جسد محمد في الأجساد، اللّهم صلّ على قبره في القبور».

7 ـ ومن قال «اللّهم صلّ على محمّد النبي الاُمي » في يوم الجمعة رأى في النوم أو رأى منزله في الجنة ، وإلّا فيكرره في خمس جمعات يرى بفضل الله ما فيه مسرّته .

8 ـ ومن نام على فراش طاهر، وتوسّد يمينه ، وقرء هذا الدعاء رأى النّبي 6 في المنام : «اللّهم إنّي اسئل? بجلال وجه? الكريم ان تريني في منامي وجه نبيّ? محمد رؤية تقرّبها عيني ، وتشرح بها صدري ، وتجمع بها شملي وتفرّج بها كربتي ، وتجمع بيني وبينه يوم القيامة في الدرجات العلى ، ثم لا تفرّق بيني وبينه أبدآ يا أرحم الراحمين ».

9 ـ وفي فلاح السائل للسيّد ابن طاووس أعلى الله مقامه : إذا أردت رؤيا مولا? أميرالمؤمنين 7 علي بن أبي طالب 7 في منام? فقل عند مضجع? : «اللّهم إني اسئل? يا من له لطف خفي ، وأياديه باسطة لا تتقضي ، أسئل? بلطف? الخفّي الّذي ما لطفت به بعبد الاكفى ، أن تُريني مولاي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب 7 في منامي ».

10 ـ عن السيّد ابن طاووس 1: دعاء يدعى به في كلّ يوم إلى سنة لمن أراد أن يرى مقعده ـ مكانه ـ في الجنة : «سبحان الدائم القائم ، سبحان الله وبحمده ، سبحان المل? القدوس ، سبحان ربّ الملائكة والروح ، سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى ».

11 ـ في مصباح الكفعمي : من أراد رؤية أحد من الأنبياء أو الأئمّة الأطهار : والناس أو الوالدين في نومه فليقرء: سورة (الشمس والقدر والجحد) أي (قل يا أيّها الكافرون) والاخلاص أي (قل هو الله أحد) و(المعوذتين أي قل أعوذ بربّ الفلق وقل أعوذ بربّ الناس) ثم (الأخلاص) مأة مرّة ، ويصلّ على النبي 6 مأة مرّة ، وينام على الجانب الأيمن على وضوء، فانه يرى من يريد انشاء الله، ويكلّمهم بما يريد من سؤال وجواب . وقيل يفعل ذل? سبع ليالٍ .

12 ـ ذكر عمل لمن أراد معرفة دواء ما به من الوجع ، وكشف ما نزل به من الكروب : ينام وهو طاهر على فراش ولحاف طاهرين ، ولا يبيتنّ ومعه إمرئته ، ثم ليقرء (والشمس) سبعآ (والليل) سبعآ، ثم ليقل : «اللّهم أجعل لي من أمري هذا فرجآ ومخرجآ» فإنّه يأتيه آت في أول الليل ، أو في الثالثة ، أو في الخامسة ، أو في السابعة ، يقول : المخرج مما أنت فيه كذا وكذا فيذكر له ذل? .

13 ـ ومثله لمن أراد ان يعرف دواء مرضه وسقمه : فليتطهر وليلبس أطهر ثيابه ، وينام على فراش طاهر، ولا يبيتن عنده امرئته ويقرء: (ألم نشرح) خمس عشر مرّة ، وكذل? (الضحى) ويسئل الله تعالى أن يبين له دوائه فإنه يرشد إليه إن شاء الله تعالى .
14 ـ وفي مكارم الأخلاق للطبرسي 1: من عرض له مهم وأراد أن يعرف وجه الحيلة فيه ، فينبغي ان يقرء حين يأخذ مضجعه هاتين السورتين كل واحدة سبع مرات (والشمس وضحها) (والليل إذا يغشى) فانه يرى شخصآ يأتيه ويعلمه وجه الحيلة فيه ، والنجاة منه .

15 ـ في مصباح الشيخ الطوسي 1: لمن أراد رؤية ميت من أمواته على الحال الّتي هو فيها: فبت على طهرٍ ـ أي متوضيآ ـ وإتضجع على يمين? ، وسبّح تسبيح فاطمة 3 ثمّ قال : «اللّهم أنت الحي الّذي لا يوصف والإيمان يعرف منه ، من? بدت الأشياء وإلي? تعود، فيما قبل منها كنت ملجأه ومنجاه ، وما أدبر منها لم تكن له ملجأ ولا منجاء، من? . إلّا إلي? ، فاسئل? بلا إله إلّا أنت ، واسئل? ببسم الله الرّحمن الرّحيم ، وبحقّ حبيب? محمّد 6 سيّد النبيين ، وبحقّ علي خير الوصيين ، وبحق فاطمة سيّدة نساء العالمين ، وبحق الحسن والحسين اللذين جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة ، عليهم أجمعين السّلام . أن تصلّى على محمد وأهل بيته وأن تريني ميتي في الحال الّتي هو فيها) فإن? تراه إن شاء الله تعالى ».

16 ـ ذكر عمل للاطلاع على ما أراد معرضة : قال بعض العلماء: منم أضاف الى الهادي العليم والخبير والمبين وتلا ذل? مأة مرّة ، وقال في آخر تلاوته : يا هادي إهدني إلى كذا، يا عليم علّمني كذا، يا خبير خبّرني بكذا، يا مبين بيّن لي كذا، وسمى ما شاء من أمر، ثمّ نام أطلعه الله في نومه على ذل? .

17 ـ في كتاب (الدعوات) شرح الأسماء الّتي كان يدعربها إدريس ، وقد أشار إليه إجمالا السيّد الأجل علي بن طاووس في المهج ، ونقل بعضه الكفعمي في جنته متفرقآ قال : الاسم السابع : «يا واحد الباقي أوّل كلّ شيء وآخره » فمن كان قليل الحفظ فليقرء هذا الاسم كل يوم ثمانية عشرة مرّة ، فانه يحفظ كلّما سمع ، ومن قرء هذا الاسم ليلة الأثنين مأة وعشرين مرّة ، فانه يرى في منامه ما سرق له ، في أي موضع ومن أخذه .

18 ـ في بعض المجاميع عن شيخنا البهائي : يكتب تل? الأحرف ويضعها تحت رأسه ، يرى السارق في المنام : (ح لا ح ى عاحلا اـلح ـلح لزناح سلح مسح).
أقول : لا يخفى إنّ الرؤية والمنامات وإن كانت صادقة ، إلّا انّها لا تكون حجّة وبينة شرعيّة ، فإنها مجرد مبشرات ومنذرات كما مرّ، فلا يؤخذ منها الحكم الشرعي من التكاليف الخمسة (الواجب والحرام والمستحب والمكروه والمباح)، فإنّها إنما تثبت بأدلتها المعروفة من الكتاب والسنة والإجماع والعقل ، فإذا عرف السارق في المنام لا يعني ذل? انه كذل? في اليقظة ، ويحكم عليه أنه سارق ، فهذا حرام وغير صحيح ، ومن الافتراء، إذ المنام لا حجيّة شرعية فيها، بل سرقة السارق تثبت بالبينة والحجّة الشرعية كما في كتب الفقه الإسلامي ، وربما معرفة السارق في النوم يكون ممّآ يوجب التحرّي أكثر حتّى يثبت ذل? شرعآ بحسب الموازين الشرعية والقانونيّة . كما لا يحقّ لمن رأى في المنام السارق ان يسئى الظن به في الخارج ، بان يرتّب على سوء ظنه آثارآ، فذل? أيضآ من المحرّمات فان بعض الظن إثم ومعصيّة . نعم يجوز له ان يتحذّر معه ، فإن المؤمن كيس فطن ، وإن سوء الظن من حُسن الفطن ، ما دام لا يترتب عليه آثارآ وضعيّة وخارجيّة ، ويكون من مصاديق سوء الظن الّذي يوجب الإثم والمعصيّة ، فتدبّر.

18 ـ عمل شريف لرفع هموم الدنيا والآخرة : وفيها مما يُنسب إلى الإمام زين العابدين 7:
إن كنت تطلب راحة وسعادة         ومن الأمور الصالحات تمكن
قل يا كريم ويا رحيم ففيهما         سرّ عظيم ظاهر متيقن
تقرأها ألفآ طاهرآ متطهرآ         فى خلوة الليل حين تنام الأعين
يأتي? آت في منام? قائلا         ل? ما يسرّ به التقى الموقن
فهنا? تلقى راحة وسعادة         طول الحياة وبعده لا تحزن
نسألكم الدعاء