موقع الحاج ابومهندالسلامي النجفي
المنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  354088159

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الحاج ابومهندالسلامي النجفي
المنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  354088159
موقع الحاج ابومهندالسلامي النجفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

المنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  Empty المنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام

مُساهمة من طرف ابومهندالسلامي النجفي الإثنين سبتمبر 27, 2010 1:24 am

تميز الإمام زين العابدينالمنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  A2 بتربية روحية من خلال حياته المباركة ونستفيد ‏من كلماته ومناجاته جملة من الدروس الروحية التي تضيء لنا السبيل ‏والطريق فتكون بمثابة الضوء في الحياة اليومية وتمثل الكلمة التي افتـتحنا بها ‏المقام واحدة من هذه العطاءات التي قدمهاالمنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  A2 للأمة إذ نجد فيها الإشارة إلى ‏بيان ثلاثة أمور وتمثل السبيل الذي يمكن للمؤمن من خلاله النجاة في حياته ‏الدنيا والآخرة ..
ويمكننا تقسيم هذه الكلمة الشريفة إلى ثلاث نقاط:‏

النقطة الأولى: الإشارة إلى الحقوق المعنوية.‏
النقطة الثانية: الموعظة بتذكير الإنسان بالآخرة.‏
النقطة الثالثة: التغذية الروحية من خلال البكاء على الخطيئة.‏

الحقوق المعنوية:‏

وقد أشارالمنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  A2 في المقطع الأول إلى ما يميز النظرية الإسلامية في الحقوق عن ‏النظريات الوضعية ذلك أن النظريات الوضعية ركزت فقط على الجانب ‏المادي ولاحظت الحقوق من هذه الناحية فقط دون ملاحظة منها للحقوق ‏في الجانب المعنوي وهذا بخلاف النظرية الإسلامية فإنها كما لاحظت الجانب ‏المادي للحقوق أيضاً فقد لاحظت الجانب المعنوي وهذا ما يشير إليه ‏الإمامالمنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  A2 من خلال قوله(( كف لسانه عن الناس باغتيابهم)) إذ أن صيانة ‏كرامة الشخصية يعدُ من أبرز الحقوق الإنسانية وأهمها بعد حق الحياة وهذا ‏يعني أن صيانة كرامة الأفراد وأعراضهم وحيثياتهم وشرفهم في المجتمع وعدم ‏الاعتداء عليهم من قبل الآخرين من الحقوق التي ركز الإسلام عليها واعتنى ‏بها فليس لأحد الحق على التعدي عليه وانتهاكه وهذا المعنى قد عرض في ‏النصوص الشريفة وبأساليب مختلفة ويمكن جمعها جميعاً تحت عنوان كرامة ‏المؤمن وأنها وكما في الرواية (( أعظم حرمة عند الله من الكعبة)) وأنه ليس ‏لأحد أن يتعدى عليها أو يسعى لهتكها.‏

المنهج الإسلامي في الحفاظ على الحقوق المعنوية:‏

ولما لم يرض الإسلام بالتعدي على الحقوق المعنوية أعتبر أن هتكها جريمة ‏يستحق فاعلها العقوبة وهو بهذا قد اختلف عن القوانين الوضعية حيث أنها ‏لا ترى انطباق عنوان الجريمة إلا على خصوص ما كان يتضمن تعدياً مادياً ‏كالضرب أو القطع أو القتل أما بالنسبة إلى التعدي على الكرامة أو ‏الشخصية والحيثية فإنها لا ترى ذلك جريمة يستحق فاعلها العقوبة أما ‏القانون الإسلامي فإنه يحكم بكون ذلك جريمة يستحق فاعلها العقوبة والجزاء. ‏ولذا وضع الإسلام منهجين لعلاج هذه المشكلة أحدهما منهج علاجي والآخر ‏وقائي.‏

المنهج العلاجي للتعدي على الحقوق:‏

ونعني بالمنهج العلاجي ما يتضمن الإشارة إلى العقاب الذي يستحقه من ‏تعدى على حقوق الآخرين المعنوية حيث أننا نجد أن هناك تشريعات في ‏الإسلام تضمنت النص على عقوبات منـتهكي الحقوق المعنوية والمتعدين على ‏كرامات الأفراد وشخصياتهم فقد ذكرت في باب الحدود مجموعة من العقوبات ‏تقام على هؤلاء فعلى سبيل المثال من اتهم شخصاً بالفساد دونما دليل على ‏ذلك فإن الإسلام يقيم عليه الحد الشرعي وكذا من اتهم شخصاً بالزنا من ‏دون أن يقيم على ذلك بينة تامة تـثبت صحة مدعاه فإنه يستحق إقامة الحد ‏الشرعي عليه وهكذا وهذا كله يجمع في الفقه الشريف تحت عنوان القذف ‏ومن الواضح أن الداعي لإقامة الحد أو العقاب على هؤلاء مرده إلى أنهم قد ‏عمدوا إلى انتهاك حرمة هذا الفرد والتعدي على حيثيته ولا ينحصر الأمر في ‏العقوبات الإسلامية للمتعدين على الحقوق المعنوية في خصوص ما كان ‏متضمناً لحد شرعي بل يشمل الأمر الموارد التي لم تـتضمن حداً معيناً إذ ‏أجاز الشارع المقدس للحاكم الشرعي أن يعين المقدار الذي يرتئيه بحسب ‏المصلحة في العقوبة على ذلك الفرد وهو ما يعبر عنه في الفقه بالتعزيز.‏
الخطة الوقائية في العلاج:‏

ولم تنحصر معالجة الإسلام للمسألة في خصوص العقوبات الجزائية بل ‏تتعدى إلى الأبعاد التربوية بمعنى أن الإسلام قد تضمن الإشارة إلى ما يترتب ‏على انتهاك كرامة الإنسان وعدم صونها وهو ما يمكن تسميته بالخطة الوقائية ‏وذلك من خلال تركيز أمرين عند الأفراد .‏

الأول:‏
‏ الإشارة إلى الآثار السلبية التي تنجم عن انتهاك الحقوق المعنوية للأفراد ‏بالتعدي على كرامتهم وعدم صونها واحترامها ضرورة أنه لا يخفى على أحد ما ‏لها من آثار سلبية وتبعات غير مقبولة أصلاً وهذه الآثار قد تكون تارة على ‏نفس الأفراد المنـتهكين للحق المعنوي من خلال كونها سبباً للنقص في الكمال ‏النفسي فضلاً عن أنها تهدد السعادة في عالم الآخرة وهذا ما يسمى بعملية ‏وعظ الإنسان وتخويفه من عمله الذي يقدم عليه والآثار السلبية المترتبة عليه ‏وما ينجم عن ذلك من سلبيات إذ تضمنت النصوص الإسلامية أن المغتاب ‏تعطى حسناته لمن اغتابه أو أن المتعدي على الآخرين يأخذ من حسناته ‏ويوضع في ميزان من تعدى عليه وهكذا وهذا ما أشار له الإمام زين ‏العابدينالمنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  A2 في مطلع كلمته الشريفة إذ أن سبيل نجاة المؤمن ببقاء حسناته ‏عنده طريقه إلى ذلك تركه التعدي على كرامات الأفراد وانتهاك شخصياتهم ‏وتارة أخرى تـترك التعديات على الحقوق المعنوية للآخرين أثرها على المجتمع ‏نفسه وذلك بتفكك أفراده وانقطاع علاقاتهم مع بعضهم البعض إذ أن المجتمع ‏كلما كانت علاقاتهم قائمة على الود والمحبة كان ذلك سبيلاً لزيادة الأنس بينهم ‏مما يحقق أهداف الحياة الاجتماعية بشكل أفضل.‏

الثاني:‏
‏ من خلال دعوة الإنسان إلى التفكير في دواعيه للإقدام على ما أقدم عليه ‏ولماذا أقدم على الاعتداء على شخصيات الآخرين وانتهاك كرامتهم وبعد ‏التعرف على الدوافع والدواعي يعمد إلى علاجها فعلى سبيل المثال لو أردنا أن ‏ندرس الغيـبة وهي التي وردت في كلمة الإمامالمنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  A2 لوجدنا أن هناك عدة ‏دواعي تكون سبباً لإقدام الأفراد على الوقوع في هذا المرض وبالتالي التعدي ‏على حقوق الآخرين وانتهاك كراماتهم إلا أننا لو تعمقنا كثيراً لوجدنا أن ‏السبب الأساس في قضية الغيـبة يعود لمسألة نفسية وبالتالي نحتاج إلى ‏علاج هذه المسألة واجتـثاثها من جذورها حتى يمكن للإنسان أن يـبتعد عن ‏هذا المرض ويخرج من دائرته.‏

الموعظة ودورها على الإنسان:‏
ولما كان الإمام زين العابدينالمنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  A2 يعلم أن الموعظة وسيلة من وسائل إحياء ‏القلب فلاحظ قوله تعالى ‏‏((يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ‏ورحمة للمؤمنين)) ‏ويقول أمير المؤمنينالمنهج التربوي للإمام السجاد عليه السلام  A2 المواعظ حياة القلوب نراه يقدم إلى المؤمن موعظة ‏من خلاله دعوته إلى الاشتغال بما يكون مفيداً له في آخرته ودنياه وهذا ‏المعنى واضحا حيث أن كل واحد منا على علم ومعرفة بأن هناك قيامة وهناك ‏حساباً وهناك جزاء وفقاً لما يقدمه الإنسان من عمل في كتاب أعماله فإن ‏كانت أعماله حسنة كان ذلك سبباً للنجاة أما لو كانت أعماله غير حسنة أو ‏رجحت سيئاته على حسناته كان ذلك سبباً لاستحقاقه النار واستقراره في ‏العقوبة كما قال الله تعالى ‏‏((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)) ‏ومن الواضح أن الطريق للانتفاع يوم القيامة يتم بواسطة الاستفادة من عالم ‏الدنيا ذلك لأن الدنيا مزرعة الآخرة فما لم يعمل الإنسان في الدنيا لن يكون ‏ناجحاً في الآخرة وكما ورد في كلمات جملة من العرفاء أن الإنسان في عالم الدنيا ‏بمثابة التاجر فكما أن التاجر يحتاج إلى الحفاظ على رأس ماله فكذلك ‏الإنسان بحاجة إلى الحفاظ على عمره وعدم إفنائه فيما لا ينبغي وهذا ما يشير ‏إليه قوله تعالى ‏‏((إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق ‏وتواصوا بالصبر)) ‏لكن هذا كله لا يعني أن يتحول الإنسان إلى شخص بعيد عن الانتفاع بالدنيا ‏بمعنى أن الاستعداد للآخرة لا ينسي الإنسان نصيـبه من الدنيا بل للإنسان ‏أن ينـتفع بما هو حلال منها وقد أشير لذلك في قوله تعالى ‏‏(( ولا تنسى نصيبك من الدنيا)) ‏كما أن جميع الذموم التي وردت في ذم الدنيا ناظرة إلى ما إذا صارت أكبر هم ‏الإنسان بحيث شغلته عن ربه وأنسته إياه.
ابومهندالسلامي النجفي
ابومهندالسلامي النجفي
انت رائع


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى